رمضان بن عمر: أوروبا استغلت ملف المهاجرين لابتزاز تونس
تحدّث المتحدّث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر في برنامج ''ميدي شو'' الجمعة 15 سبتمبر 2023 عن إعلان السلطات الإيطالية لحالة الطوارئ بسبب وصول عدد قياسي من المهاجرين فاق 5100 شخص خلال 24 ساعة.
وأكّد أنّ إيطاليا تحاول التركيز فقط على المهاجرين الذين يحملون الجنسية التونسية والحال أنّ أعداد الواصلين منهم انخفض بحوالي 20% مقارنة بالسنة الماضية وأصبحت تونس في المرتبة الثالثة "لكن الغاية من هذا التصرّف مزيد ابتزازنا والدفع نحو تشديد المراقبة من طرف وحداتنا البحرية" حسب تعبيره.
واعتبر رمضان بن عمر أن الازمة في جزيرة ''لامبيدوزا'' مرتبطة بمنظومة الاستقبال الإيطالية وناتجة عن أزمة في عمق السياسات الأوروبية وتوتر العلاقات بين الدول، مشيرا إلى أن أوروبا قادرة على استيعاب مئات الآلاف من المهاجرين لكن نظرا لإغلاق كل البوابات بات البحر الأبيض المتوسط البوابة الوحيدة وتحولت تونس وليبيا الوجهتين الرئيسيتين للمهاجرين.
ولفت بن عمر إلى أنّ إيطاليا قدّمت نفسها على أنها صاحبة الحلّ السحري الذي سيحدّ من قدوم المهاجرين لكن ثبت عجزها ما جعلها تجني ثمار أخطائها وتأكد فشلها، قائلا "ثبت ان عسكرة الحدود والتحالف مع غير الديمقراطيين ومقايضة المساعدات بوقف المهاجرين ليس الحل النهائي بل حل ظرفي ووقتي".
وشدّد على أن ملف المهاجرين تحول إلى تجاذب سياسي وتونس تحمّلت جزءا كبير من الازمة بسبب الارتجال في القرارات والانخراط في المقاربات الأمنية ضد المهاجرين "والدليل على ذلك ما يحدث في صفاقس وتزايد أعداد المهاجرين بشكل متواصل".
وفي سياق متصل، صرّح المتحدّث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنّ تونس مازالت تمارس سياساتها القمعية في التصدي بالقوة للمهاجرين، متابعا "إجراءات تونس بمنعهم من السكن والتنقل دفعت المهاجرين الى الانتشار على امتداد السواحل التونسية في مناطق مختلفة مما صعّب مهمة التصدي لهم وأصبحت عمليات الهجرة على امتداد اليوم".
ورجّح ضيف "ميدي شو" أن ترتفع أعداد المهاجرين من أفارقة دول جنوب الصحراء في الفترة القادمة عبر الحدود الجزائرية بسبب تحسن العوامل المناخية وانخفاض درجات الحرارة.
ودعا رمضان بن عمر إلى إيجاد حلول عاجلة لحلّ الأزمة من خلال توفير المساعدات الإنسانية للمحافظة على الأرواح وتوفير الخدمات الطبية والإعاشة والإيواء والسماح بتدخّل فرق متنقلة وقارة وتحميل المنظمات الأممية لمسؤوليتها ووضع دليل موحد للتعامل مع الوضع، وفق قوله.
كما طالب بتوفير المعدات اللازمة للحرس البحري لإنقاذ المهاجرين، قائلا معداتهم للمنع فقط وليس للإنقاذ وتمثل خطرا حتى على أعوان الحرس لهذا يجب تشكيل وحدات حماية مدنية مجهزة للقيام بعمليات انقاذ".